الحاجة زهرة مشرفة عامة
عدد المساهمات : 759 تاريخ الميلاد : 10/07/1988
| موضوع: المراهق وتأثير الأقران في حياته الأربعاء فبراير 16, 2011 4:20 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
د.عدنان الطوباسي
تبدو مرحلة المراهقة الأكثر اشكالية وارباكا في حياة الأسرة ,فيدعي المراهق ان الأهل لا يشاركونه اهتماماته ,فيما يشكو الآباء والامهات من شغب المراهقين وعدم القدرة على احتواء عنادهم . وأثناء معالجة مشاكل المراهقة يغيب عن الاهل تأثير الاقران ,حتى ان كثيرا من الدراسات تقول بأن دور الأقران وتأثيرهم يفوق تأثير الأسرة . وكما يشير الدكتور فايز القنطار-خبير علم النفس والتربية - فان البحوث الميدانيه التي تتناول تأثير الاقران في نمو الطفل في المراحل المبكرة من النمو قد ازدادت في العقود الاخيرة واوضحت هذه البحوث اهمية التجربة المبكرة مع الاقران في نمو الطفل من مختلف الجوانب الاجتماعية والانفعالية واللغوية والمعرفية , ومما لاشك فيه ان جماعة الاقران في مرحلة المراهقة تأخذ اهمية خاصة في حياة الفرد ويكون لها تأثير عميق في سلوك المراهق وتوجيهه ، ويفوق تأثير الاسرة وينافسها في التأثير . وفي دراسة حديثة تبين ان تطور الصلات الحميمة مع الرفاق والاصدقاء يتزامن مع انخفاض في قوة هذه الصلات بين المراهق والاهل .فعند انخفاض متابعة الأهل وتطور نزوع المراهق نحو الاستقلالية تتحول العلاقات القوية من الاهل الى الرفاق والاصدقاء كما ان التبادلية التي تتسم بها هذه العلاقات ، وليس السلطوية ,تختلف باختلاف درجة القوة العاطفية لهذه العلاقات فالعلاقات الحميمة القائمة بين المراهق والاهل وبينه وبين الاصدقاء تتميز بالتبادلية اي انها علاقة متوازية ذات اتجاهين تقوم على المشاركة المتبادلة وكلما انخفض المستوى العاطفي لهذه العلاقات انخفض مستوى التبادلية ايضا . و للأهل لهم دور مؤثر في توجيه ابنائهم المراهقين والاشراف عليهم والاهتمام بهم وخاصة في تعاملهم مع اقرانهم وهذا يعني ان متابعة الاهل لابنائهم المراهقين مع اقرانهم يشكل حضورا مؤثرا ومراقبة جادة لتصرفاتهم وعليهم ان يدركوا ان هذا الدور يجب ان يكون متواصلا ولا شك ان الاقران الصالحين هم الذين يساهمون في انجاح حياه اقرانهم ويلعبون دور صمام الأمان . كما ان خصائص هذه العلاقة يمكن ان تتأثر بالمرحلة العمرية للمراهق فالتبادلية المرتفعة تميز العلاقات بين المراهق والأم وبينه وبين الاصدقاء في المراهقة المبكرة ويتطور ذلك فيما بعد بحيث تصبح هذه التبادلية اكثر قوه في علاقة الطفل بالاصدقاء مقارنة بعلاقتة مع الاهل ويكون ذلك اكثر وضوحا بالنسبة الى الاناث لقد اوضحت بعض الدراسات اهمية زملاء المدرسة بالنسبة الى المراهق اذ اكدت نسبة عالية منهم بانه يصعب عليهم ترك اصدقائهم والابتعاد عن زملائهم واكدوا انهم يضحون برضا أحب معلميهم مقابل الابقاء على مودة الزملاء والحفاظ على صداقة الاصدقاء . وتلعب جماعة الاقران دورا حيويا في النمو النفسي والاجتماعي والمعرفي عند معظم المراهقين ، فالمراهق ينمي في تفاعله مع الاقران مهارات التفاعل الاجتماعي ويكتسب الكثير من الخبرات والاهتمامات المناسبة لهذه المرحلة العمرية فهم في تفاعلهم يتناولون مشكلات متشابهة ويتبادلون مشاعر مشتركة وتاخذ العلاقة مع الاقران في مرحلة المراهقة اهمية خاصة ، فمن اكثر الصور شيوعا تلك التي نشهد فيها «شلة « المراهقين يتجمعون في الساحات العامة او على قارعة الطريق وتكون هذه الشلل على درجة قوية من التماسك والتعاطف فعلاقات المراهقين اكثر قوة من العلاقات التي تقوم بين الراشدين وكثيرا ما تستمر العلاقات القوية الى مرحلة الرشد ,وهذا الملمح من تشابك وتعقيد العلاقة بين المراهق وأقرانه ينبغي ان يأخذه الأهل بعين الاعتبار لفهم نفسية المراهق. فالعلاقات الطيبة يحتفظ بها المراهقون في المراحل اللاحقة من حياتهم كما ان روابط المراهقين باسرهم تتجه نحو الضعف حين يزداد اعتمادهم على الاقران الذين قد يتفهمون مشكلاتهم ويظهرون تعاطفهم ودعمهم واستعدادهم للمساعدة في تجاوز هذه المشكلات .ففي بعض الاحيان يكون الاقران اكثر تفهما واكثر تعاطفا من الاهل. هي مرحلة مهمه في حياه كل فرد منا ، واختيار الاقران الصالحين والملتزمين واصحاب النهج الايجابي والطموحين والباحثين عن حياه افضل هم ، الاقران الذين يعتز الاهل بهم ويفرحون بهم لانهم يحمون حياه ابنائهم ويطورونها نحو النجاح والتقدم .
| |
|